ماجاء في ذم علماء السلطان والدخول على السلاطين والأمراء
أولاً ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً
_______________________
1_عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(من سكن الباديةَ جَفا ، و من اتَّبعَ الصَّيدَ غفَل ، و من أتى السلطانَ افتُتِنَ)
أخرجه ابن داود والترمذي والبيهقي وصححه الألباني .
2_وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(من بدا جفا ، ومن تبِع الصيدَ غفَل ، ومن أتى أبوابَ السلطانِ افتُتِنَ ،
وما ازداد عبدٌ من السلطانِ قُربًا ؛ إلا ازداد من اللهِ بُعدًا)
قال الألباني حسن صحيح .
3_روى كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(أنه سيكون بعدي أمراءُ فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبِهم وأعانهم على ظُلمهم
فليس مني ولستُ منه وليس بواردٍ عليَّ الحوضَ
ومن لم يدخلْ عليهم ولم يعنْهم على ظلمِهم ولم يصدِّقْهم بكذبهم
فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ عليَّ الحوضَ )
صحح الترمذي وبن حجر وابن حبان .
4_عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
(يكونُ أمراءُ تَغْشاهُم غَوَاشٍ أوْ حَوَاشٍ من النَّاسِ ، يَكذِبُونَ ويَظلِمُونَ ،
فمَنْ دخل عليهِم فصَدَّقَهم بِكذِبِهم ، أعَانَهم على ظُلمِهم ؛ فلَيسَ مِنِّي ، ولَسْتُ مِنْهُ ،
ومَنْ لَم يَدخُلْ عليهِم ، ولَمْ يُصَدِّقْهُم بِكذِبِهم ، ولمْ يُعِنْهم على ظُلمِهم ؛ فَهُو مِنِّي ، وأنا مِنْهُ )
صححه الهيثمي وابن حبان وابن حجر وقال عنه الألباني حسن لغيره .
5_وعن رجل من بني سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( إياكم وأبوابُ السلطانِ ، فإنه قد أَصبَحَ صَعبا هبوطا )
قال الألباني صحيح ومعناه أن من لازم السلطان صار مذلولا له لا يسلم من النفاق .
6_عن عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( سيكونُ أمراءٌ تعرِفونَ و تُنكِرونَ ، فمَنْ نابَذَهمْ نَجَا ،
ومَنْ اعتزَلَهم سلَّمَ ، ومَنْ خالَطَهم هَلَكَ )
صححه الألباني
7_عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( من بدا جفا ، ومن تبِع الصيدَ غفَل ، ومن أتى أبوابَ السلطانِ افتُتِنَ ،
وما ازداد عبدٌ من السلطانِ قُربًا ؛ إلا ازداد من اللهِ بُعدًا )
قال الألباني حسن صحيح
أقوال الصحابة في الدخول على السطان
____________________
1- عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – قال:
"اتقوا أبواب السلطان"رواه البخاري في "
التاريخ الكبير" (3/268، 273)،
وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/471)..
2- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"من أراد أن يكرم دينه فلا يدخل على السلطان، ولا يخلون بالنسوان،
ولا يخاصمن أصحاب الأهواء"
خرجه الدارمي في "سننه" (رقم:301).
قلت: عدَّ ابن مسعود - رضي الله عنه –
مجالسة السلطان من جنس مجالسة النسوان، وأهل الأهواء والبدع،
وتسمع كثيرًا من الجامية المدخلية في التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع - وهذا حق -
لكن لا تسمع منهم شيئًا في التحذير من مجالسة السلطان.
3- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"إن على أبواب السلطان فتنًا كمبارك الإبل،
والذي نفسي بيده لا تصيبوا من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله"
أو قال: "مثليه"
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (رقم20644)،
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (رقم:1104)،
وفي "التمهيد" (13/57) من قول ابن مسعود،
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/30)،
والبيهقي في "شعب الإيمان" (رقم:9408) من قول وهب بن منبه..
4- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "إن الرجل ليدخل على السلطان ومعه دينه فيخرج وما معه دينه، فقال رجل: كيف ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: يرضيه بما يسخط الله فيه"رواه ابن سعد في "الطبقات" (6/208)، وهناد في "الزهد" (رقم:1152)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/443)، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/286).
5- وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "إياكم ومواقف الفتن. قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء؛ يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له ما ليس فيه"أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (رقم:20643)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/277)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (رقم:1103)، وفي "التمهيد" (13/57)، والبيهقي في "الشعب" (رقم:9413).
أقوال التابعين ومن بعدهم في الدخول على السطان
______________________________
يقول الثوري
إذا رأيتَ القارئَ يلوذُ بالسلطانِ فاعلمْ أنهُ لصٌّ ،
وإذا رأيتَهُ يلوذُ بالأغنياءِ فاعلمْ أنَّهُ مُراءٍ ،
وإياكَ أنْ تخدعَ ويقالَ : يردُّ مظلمةً ، ويدفعُ عنْ مظلومٍ ،
فإنَّ هذهِ خدعةُ إبليسَ ، اتَّخذَها القراءُ سُلَّمًا
المصدر : الأسرار المرفوعة
الصفحة أو الرقم: 115
يقول الحسن البصري
لا تزالُ هذه الأمَّةُ تحت يدِ اللهِ وكنفِه ما لم تُمالئْ قُرَّاؤُها أمراءَها .
المصدر : تخريج الإحياء
الصفحة أو الرقم: 2/187
عن جعفر الصادق أنه قال: الفقهاء أمناء الرسل،
فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم.
أبو نعيم في حلية الأولياء
قال سفيان الثوري: « إن دعوك لتقرأ عليهم: قل هو الله أحد، فلا تأتهم »
رواه البيهقي
عن ميمون بن مهران:
أن عبد الله بن عبد الملك بن مروان قدم المدينة، فبعث حاجبه إلى سعيد بن المسيب
فقال له: أجب أمير المؤمنين! قال: وما حاجته؟ قال: لتتحدث معه.
فقال: لست من حداثه. فرجع الحاجب إليه فأخبره، قال: دعه.
أبو نعيم في الحلية
قال البخاري في تاريخه:
« سمعت آدم بن أبي إياس يقول: شهدت حماد بن سلمة ودعاه السلطان
فقال: اذهب إلى هؤلاء! لا والله لا فعلت ».
وروى الخطيب، عن حماد بن سلمة: أن بعض الخلفاء أرسل إليه رسولا يقول له:
إنه قد عرضت مسألة، فأتنا نسألك. فقال للرسول: قل له:
« إنا أدركنا أقواما لا يأتونا أحدا لما بلغهم من الحديث
فإن كانت لك مسألة فاكتبها في رقعة نكتب لك جوابها ».
وروى غنجار في تاريخه عن ابن منير:
أن سلطان بخاري، بعث إلى محمد بن إسماعيل البخاري يقول:
احمل إليّ كتاب « الجامع » و « التاريخ » لأسمع منك. فقال البخاري لرسوله:
« قل له أنا لا أذل العلم، ولا آتي أبواب السلاطين
فإن كانت لك حاجة إلى شيء منه، فلتحضرني في مسجدي أو في داري ».
وأخرج أبو نعيم،
عن أبي صالح الأنطاكي، قال:
سمعت ابن المبارك يقول:
« من بخل بالعلم ابتلى بثلاث:
إما بموت فيذهب علمه، وإما ينسى، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه ».
عن مالك بن أنس رحمه الله، قال:
« أدركت بضعة عشر رجلا من التابعين يقولون لا تأتوهم، ولا تأمروهم، يعني السلطان »
.كتاب "رواة مالك" للخطيب البغدادي .
وقالوا: "شر الأمراء أبعدهم من العلماء،
وشر العلماء أقربهم من الأمراء"رواه ابن عبد البر
في "جامع بيان العلم وفضله" (رقم:116).