لمن تذهب أموال انتقال اللاعبين؟ وكم حصة اللاعب من الصفقة؟
من أكثر الأمور المثيرة في كرة القدم خلال العصر الحديث هي الأسعار الفلكية التي ينتقل بموجبها اللاعب من نادٍ إلى نادٍ آخر، ففي الميركاتو الماضي على سبيل المثال، انتقل بول بوجبا من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد مقابل 105 مليون جنيه إسترليني، ليصبح أغلى لاعب في التاريخ، وفي الوقت ذاته، حطم يوفنتوس الرقم القياسي بتعاقده مع جنزالو هيجواين مقابل 90 مليون يورو من نابولي، ليجعل من المهاجم الأرجنتيني أغلى لاعب في تاريخ الكرة الإيطالية.
وهناك سوء فهم عند بعض المتتبعين بخصوص الطرف الذي سيتحصل على الأموال، فمنهم من يعتقد أن هذه الأموال تذهب إلى اللاعب، والبعض الآخر قد يكون أكثر واقعية ويفترض أن الأموال تقسم بحصص محددة بين اللاعب والنادي الذي سيتخلى عنه، لكن هذه المعلومات خاطئة ولا أساس لها من الصحة..
اللاعب لا علاقة له بهذه المسألة
الحقيقة الصادمة لدى البعض هي أن اللاعب لا يحصل على أي يورو من عملية انتقاله، فجميع هذه الأموال تذهب إلى النادي الذي يملك ملكية بطاقته، فعندما دفع مانشستر يونايتد 105 مليون باوند للتعاقد مع بوجبا ذهبت هذه الأموال ليوفنتوس وليس للاعب، فالنجم الفرنسي لم يستفيد أي شيء على الصعيد المادي من هذا المبلغ القياسي سوى أنه دخل التاريخ كأغلى لاعب في العالم، بل على العكس، قد تأثر بعض الشيء من الضغوطات التي فرضت عليه من هذه الصفقة.
هناك أطراف أخرى قد تشارك النادي بالمبلغ
كما قلنا، اللاعب لا يجني شيء من عملية انتقاله، لكن هناك بعض الأطراف الأخرى تستفيد من صفقات الانتقال، والطرف الأول هو وكيل أعمال اللاعب، الذي يعمل كسمسار بين الناديين، وتكون حصته تتراوح ما بين 1 إلى 25% من قيمة الصفقة.
ولنبقى مع مثال بوجبا، فقد حصل مينيو رايولا وكيل أعمال اللاعب على 20% من قيمة الصفقة، حيث جنى مبلغ يقدر بـ27 مليون يورو من هذه العملية كون الصفقة الإجمالية بلغت 120 مليون، لكن هذه النسبة نادرة، ففي العادة تكون النسبة أقل من ذلك بكثير.
ومن الأطراف الأخرى الذين قد يحصلون على نسبة من قيمة الصفقة هم الأندية السابقة، يحدث هذا عندما يشترط النادي البائع على النادي المشتري أن يتحصل على نسبة معينة في حال انتقل اللاعب لنادٍ آخر في المستقبل، فمثلاً ريال مدريد حصل على 10 مليون يورو عندما انتقل إزيكيل جاراي من بنفيكا إلى زينت الروسي.
ليس شرطاً أن يحصل النادي السابق على نسبة من بيع اللاعب، فأحياناً يتم ذلك وأحياناً أخرى لا، ويتوقف ذلك على البنود التي تم وضعها في عقد البيع الأول، وفي العادة تبلغ هذه النسبة 10% وقد تصل إلى 40% في حالات استثنائية.
ما قصة العروض إذاً ؟
نسمع في التقارير الصحفية أن ريال مدريد عرض 90 مليون للتعاقد مع هازارد على سبيل المثال، ويظن البعض أن هذا العرض للنجم البلجيكي، لكنه في الحقيقة موجه إلى تشيلسي كي يقتنع بالتنازل عن ملكية اللاعب.
هناك عرضان في معظم الصفقات يقوم بها النادي الذي يرغب في شراء اللاعب، العرض الأول يتمثل بتقديم مبلغ معين للنادي الآخر كي يوافق على بيع اللاعب، وهو قيمة الصفقة، أما العرض الثاني فيكون للاعب نفسه، وذلك بتحديد قيمة الراتب السنوي الذي سيتحصل عليه ومدة العقد والامتيازات التي سيحصل عليها جراء انتقاله.
أحياناً اللاعب يأخذ كل شيء
في بعض الحالات الاستثنائية، يحصل اللاعب على جميع الأموال المقدمة من النادي الذي يرغب بضمه، وذلك عندما يكون عقده منتهياً مع ناديه الأصلي، ومن الأمثلة الشهيرة على صفقات من هذا النوع انتقال ديفيد بيكهام إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد، حيث يقال أن بيكهام حصل على 250 مليون دولار، شاملة الراتب والمكافآت، أي أن هذا المبلغ هو مجموع ما جناه النجم الإنجليزي خلال الفترة التي لعب بها مع الفريق الأمريكي.
لكن يجب الإشارة إلى أن صفقات من هذا النوع يتم تسجيلها بأنها تمت بشكل مجاني، وهو ما يسمى في عالم كرة القدم بالصفقة الحرة، حيث تكون طاولة المفاوضات تقتصر على طرفين وليس ثلاثة، لأن الطرف الثالث الذي هو النادي لم يعد يملك اللاعب كون عقده منتهي.