محمودصالح السرورابى مشرف
العمل/الترفيه : مدير شركة مطاعم ( mms ) : التقيم الإداري :
| موضوع: زكرى الأسراء والمعراج كل عام وانتم بخير الجمعة 01 يوليو 2011, 9:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليلة الاسراء والمعراج .. معاني ودروس
يسعدني أن استهدي في ظلال الذكرى الخالدة ، ذكرى الإسراء والمعراج ، بومضات من رحيقها العطر ، ونسيمها العابق ونورها الوضّاء ، فأقول :
من المعجزات النورانية ولألئ المحمدية التي سطرها التاريخ الإسلامي العريق ، ومن أهم الأحداث التي مرت على التاريخ الإسلامي هي معجزة الأسراء والمعراج ، التي غيرت وجه التاريخ وغيرت وجه البشرية بشكل عام ، حيث انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ، وثم عروجه إلى الملأ الأعلى والوصول إلى سدرة المنتهى في ليلة واحدة .
قال القدير الحكيم في كتابه الكريم في سورة الإسراء - بسم الله الرحمن الرحيم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ، حيث أثبتت هذه الآية معجزة الأسراء بالنص القرآني وأنه يجب علينا نحن المسلمين الإيمان بهذه المعجزة ، وبأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أسري به ليلا من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى على ' البراق ' ، وأنه قد أسري به بالجسد والروح عليه أفضل الصلاة والتسليم .
والمقصود من هذه المعجزة هي تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وإطلاعه على معجزات الخلق وعجائب خلق الله سبحانه وتعالى ، ولأهمية الحدث وشأنه استدعى الله سبحانه وتعالى نبيه لأمر مهم وهو فرض (الصلاة) حيث أمره الله تعالى بالصلاة وأداءه وفرضت عليه فهي بالعمل خمسا وفي الأجر خمسين .
والإسراء : هو الرحلة من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، والمعراج هو الصعود إلى السماوات السبع وما فوقها.. وقد جاء حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، قال تعالى : «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» ، وقال تعالى: «أفتمارونه على ما يرى. ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى» ، وقد اشتملت هذه الرحلة النبوية على معان كثيرة ، ودروس عظيمة ، فمن ذلك أن : الإسلام دين الفطرة ، وقد ظهر ذلك في اختيار النبي ، صلى الله عليه وسلم، اللبن على الخمر ، وبشارة جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم، بقوله: هديت إلى الفطرة ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : «أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه» ، قال : «فركتبه حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء» ، قال : «ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه الصلاة والسلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: اخترت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك» . ففي ذلك دلالة على أن الإسلام هو الدين الذي يلبي نوازع الفطرة في توازن بين الروح والجسد، والمصالح والمفاسد، والدنيا والآخرة ، وهذا من أهم أسرار سرعة انتشار الإسلام وإقبال الناس عليه ، رغم ما يوضع أمامه من عوائق وعقبات . قال تعالى : «فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعملون» . وقد هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة ، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى ، وتعويضاً عما أصابه ليعلمه الله عز وجل انه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء ، وإذا كان هؤلاء الناس قد صدوك فإن الله يرحب بك وإن الأنبياء يقتدون بك ، ويتخذونك إماماً لهم، وكان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم منه عز وجل، وتهيئة له للمرحلة القادمة في الدعوة . وظهرت في هذه الرحلة أهمية الصلاة ، حيث أنها فرضت في السماوات العلا مباشرة ومن دون واسطة امين الوحي جبريل عليه السلام ، وهذا ما يشعر بعلو مكانتها وأهميتها في الإسلام .
وأتسائل : هل من سبب رابط بين اختيار المسجد الأقصى محطةً للقاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ومن ثم الانتقال بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العُلَى وإلى سدرة المنتهى ؟! فإنْ كانت الغاية الأساسيّة لقاء الأنبياء والصلاة بهم، فقد كان من الممكن تحقيقها في الحرم المكي حيث يقيم محمد صلى الله عليه وسلم ، أما أن يُسري الله به ليلاً إلى الأقصى المبارك ، ويجمعهم تعالى هناك مستقبلين له مرحّبين به ليؤمّهم ، فيعني ذلك أن إشارات ورسائل أطلقت لتصدح عبر الزمان أنّ أرض الأقصى المباركة وما حولها مقصودة بذاتها في تلك الليلة المباركة. ولما كان معظم الأنبياء عاشوا في الأرض المباركة إياها حول الأقصى ، فقد كان اجتماعهم مع سائر إخوانهم في الأقصى إيحاءً بتسليم أمانة الحِفَاظ على الأرض المقدسة إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، النبي الخاتم ، فضلاً عن الإشارة إلى أن الإمامة بهم في الصلاة هي إمامة مطلقة عليهم وعلى أتباعهم إلى يوم الدين ، وإلى هيمنة شريعته وكتابه على شرائعهم وكتبهم ، فالقرآن يتضمن ما قبله ويزيد عليه ، وهو آخر الكتب المنزلة .
المسجد الأقصى في الإسراء والمعراج ظهرت أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، إذ انه مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السموات العلى، وكان القبلة الأولى التي صلى المسلمون إليها في الفترة المكية، ولا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». وفي ذلك توجيه للمسلمين بأن يعرفوا منزلته، ويستشعروا مسؤوليتهم نحوه. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال ببيت المقدس واكناف بيت المقدس».
ولتأكيد قدسية تلك الأرض المباركة كانت محلَّ اللقاء من جهة، ومركز الانطلاق في معراجه إلى رب السماوات والأرض، مما يجعل أمانة هذه المنطقة ثقيلة في أعناق أتباع محمد صلى الله عليه وسلم خاصةً بعد أن ارتبطت تلك الأمانة بمحطة روحية لافتة لنبيّهم صلى الله عليه وسلم، ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورتين هما الإسراء والنجم. وعلى هذا علينا دوماً أن نحرص على الدفاع عن الأقصى الشريف، وأن نبذل الغالي والنفيس في سبيل عودة الأرض المباركة إلى ربوع الإسلام آمنة مطمئنة وما ذلك على الله بعزيز. فالأقصى بأرضه الطيبة وما حوله أمانة لا يحق لأحد من المسلمين أن يفرّط بها أو أن يضيعها، أو يتنازل عنها أو يفاوض عليها، مهما تكن الظروف أو اختلال موازين القوى.
من جهة أخرى، فإن معجزة الإسراء والمعراج كانت مناسبة طيبة للنبي صلى الله عليه وسلم في توقيت حكيم اختاره المولى عز وجل في فترة حرجة من حياة الرسول الأعظم، حيث توالت الشدائد والنكبات عليه وعلى المؤمنين، استدعت مزيداً من الصبر والمصابرة والمجاهدة، فكان الحدث الكبير لفتةً عابقة وإشعاراً له بمكانته السامية عند ربه الأكرم، فقد أوذي صلى الله عليه وسلم في الطائف عندما قصدها داعياً ومبلّغاً عن ربه، لكنه عاد إلى مكة دون أن يؤمن به أحد، وتلك مرارة صعبة في نفس الداعية فكيف بنبيّ؟! إلا أنه صبر وقال: (إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي). ثم لما عاد إلى مكة منعه بعض أهلها البغاة من دخولها إلا أن يكون له حماية وجوار من أركانهم، فقبل بحماية وجوار المطعم بن عديّ، وهذه بلا ريب أمرّ من الأولى. لكن على الداعية أن يتحمل ويتعامل مع الوقائع بحكمة، فكيف إذا كان نبياً؟ وجرى ذلك كله بعد عام الحزن الذي شهد فيما شهد حصاره وأصحابه في شعاب مكة زهاء ثلاث سنوات اقتصادياً واجتماعياً، وشهد موت عمّه أبي طالب الذي كان له نصيراً ومعيناً، كما زوجته الصادقة الطاهرة الحنون خديجة الكبرى رضي الله عنها، وتلك أحداث ليست بالهينة على رسولٍ حمل الهداية في قلبه ولسانه متمنّياً وحريصاً على أن يهدي الله قومه أو يُخرج من أصلابهم من يؤمن بالله، حتى كادت نفسه تذهب عليهم حسرات. وثالث العطايا الربانية في هذه الليلة المباركة، انتقالهُ إلى السموات وفتحُ أبواب الغيب أمامه ليرى نعيم الجنة وعذاب النار، كما اقترابه صلى الله عليه وسلم في معراجه البهيّ إلى الله العلي القدير، فافترض الله سبحانه عليه وعلى أمته الصلاة، فكانت وحدها ما أُبْلغ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مباشرة من الله تعالى دون تبليغ جبريل الأمين، وهو أمر لافت يمنح الصلاة قدسيّة خاصة وروحانية ذاتية، فلا غرو بعد ذلك أن تكون عماد الدين، من تركها كأنه هدم الدين.
ومن عجائب ما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إسرائه رأى الدنيا وهي على شكل امرأة عجوز، وهي علامة على أنها فانية ولم يبقى من عمرها شي، وكذلك علامة على أهل فتنة للمتعلقين بها وهي ليست على شيء، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم 'إبليس' وهو متنحيا عن الطريق، كما رأى المجاهدين في سبيل الله على بصورة أقوام يزرعون ويحصدون في يومين، كما رأى اناس تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من نار وهؤلاء هم خطباء الفتنة، كما رأى النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم قوما بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع فهؤلاء من يتكلمون بكلمة الفساد، كما رأى أناسا يسرحون كالإنعام على عوراتهم رقاعا فهؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ورأى قوما ترضخ رؤوسهم ثم تعود كما كانت فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال هؤلاء من تثقلت رؤوسهم عن تأدية الصلاة، ورأى أيضا أناسا يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الحلال فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الزناة، ورأى أيضا أناسا يشربون من الصديد (وهو ماء منتن الرائحة) فقال جبريل عليه السلام هؤلاء شاربو الخمر، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوما يخمشون وجوههم وصدورهم بإظفار نحاسية فقال جبريل هؤلاء الذين يمشون بالغيبة.
وأيضاً فأن من عجائب ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم خلال معراجه للسماء فقد رأى مالك خازن النار، ورأى البيت المعمور وهو بيت فوق الكعبة المشرفة ولكن مكانها في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض، كما انه يدخل هذا البيت كل يوم سبعون ألف من الملائكة يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدا، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة بها من الحسن الذي لا يوصف، يغشها فراشا من ذهب، واصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة ورؤاها النبي صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم العرش فهو من أعظم المخلوقات وحوله الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، ومن المعجزات وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مستوى يسمع به صرير الأقلام، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى بفؤاده لا بعينه إكراما له وإجلال.
ما تقدم شذرات من فيض معاني الإسراء والمعراج، تمنحنا أبعاداً في تأمل بصير وتذكر عميق لمختلف معانيها، ومن أهمها الصدق الذي اتبعه نبي الله مع قومه عندما وصف لهم رحلته، فلما سألوه تفاصيل دقيقة عن بيت المقدس ولم يكن قد زاره إلا في تلك الليلة الكريمة، أمده الله برؤية إضافية، تمكَّن من خلالها وَصْفَ كل شيء والإجابة على كل سؤال... وهي معجزة تحتّم على قومه أنْ يصدّقوه، إلا أنهم لجّوا في تكذيبه والهزء به، وكادوا يغالبون أبا بكر الصديق رضي الله عنه على إيمانه، فكان كالطود الشامخ حيث قال لهم: (إنْ كان قد قال ذلك فقد صدق) فأصبح الصدّيق، وهو لفظ يصف به الله تعالى أنبياءه الكرام {وَاذْكُرْ في الْكِتابِ إبْرَاهيمَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً} مريم: 41. مما لا ريب فيه أن نجاتنا كأفراد ومجتمعات تكمن في صدقنا، وكم نحتاج إلى ذلك في معاملاتنا وفي ممارساتنا، مع ربنا وأنفسنا وأهلنا وشعبنا، مع إخواننا والناس جميعاً، وصدق الله القائل: {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنواْ اتَّقواْ اللّهَ وَكُونواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} التوبة: 119، {وَقُولوا لِلنَّاسِ حُسْناً} البقرة: 83. لتكن هذه المناسبة المشرقة تأكيداً لعهودنا مع الله تبارك وتعالى، ولنسأله بقلوب خاشعة أن يجعل تحرير مسرى ومعراج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على أيدينا أو في زماننا، لنفرح يومئذ بنصر الله، وأن يعين إخواننا المجاهدين ويفك قيد أسرانا المأسورين، وان يمنحنا الخشوع في صلواتنا ويهبنا فضل معراجها، وأن يزيّن قلوبنا ونفوسنا بالصبر والصلاة، وأن يجعل الصدق وممارسة الصدق في حياتنا كلها تفاعلاً حقيقياً مع أحكام القرآن العظيم وسنَّة النبي الكريم، إنه سميع مجيب.
ولا ننسى أخي المسلم ان معجزة الإسراء وهذا النور المحمدي الذي سطر لنا ما جاء للتسلية بل جاء للموعظة الحسنة ونورا يهدي به الله لمن يشاء، وتحذيرا لكل من كان له قلب.
كل عام وأنتم بخييييييييييييييييير | |
|
محمد الليدر
العمل/الترفيه : موظف ( mms ) : التقيم الإداري : التقييم الفني :
| موضوع: رد: زكرى الأسراء والمعراج كل عام وانتم بخير السبت 02 يوليو 2011, 1:50 am | |
| بارك اله فيك
أخي الكريم
محمود
علي الموضوع الرااااااااااااااااااااااااااااااائع
جزاك الله كل خير
وياليتنا نتعلم الفوائد والعبر من قصة الإسراء والمعراج
أعاد الله علينا هذه الذكرى بالخير واليمن والبركات
| |
|
hamada zaine عضو مشارك
العمل/الترفيه : IT ( mms ) :
| موضوع: رد: زكرى الأسراء والمعراج كل عام وانتم بخير السبت 02 يوليو 2011, 2:22 am | |
| | |
|
محمودصالح السرورابى مشرف
العمل/الترفيه : مدير شركة مطاعم ( mms ) : التقيم الإداري :
| |