تذاكر قطارات أسوان.. أزمة كل عام
وكأنها لاتخلف لها موعدا مع الاسوانيين في فصل الصيف..
عادت ازمة اختفاء تذاكر السفر
عبر قطارات السكك الحديدية المكيفة
للظهور مرة اخري بالمحطات المختلفة.
واهمها محطة اسوان الرئيسية التي تشهد تكدسا كبيرا
من الراغبين في السفر إلي القاهرة أو الوجه البحري
علي أمل الحصول علي تذكرة واحدة,
حيث يصطف المئات منذ الصباح الباكر
في طوابير تنتهي بالجملة المعتادة..
عفوا فقد نفدت التذاكر
علي الرغم من انها تكون في اليوم الأول
المحدد لبدء الحجز لها قبل السفر بأسبوعين.
وتلاحظ انه بمجرد خروج المواطن وهو يجر اذيال الخيبة خارج المحطة,
إلا وتتلقفه مافيا السوق السوداء المنتشرة علي المقاهي المحيطة بها
في اشهر ميادين المدينة,
والتي للاسف كل فرد منها معروف لدي اجهزة الأمن
ولكن يبدو ان التواصل بينها وبين بعض القائمين علي الحجز مستمر,
هذا بالاضافة إلي الصمت والاهمال غير المبرر
من شرطة تطلق علي نفسها شرطة النقل والمواصلات.
إلي هناك حملنا الكاميرا ووقفنا في طابور طويل
للوصول إلي حقيقة الأمر حتي نتبين مايحدث
وما ان وصلنا إلي الشباك وبعد وقت طويل
بادرنا الموظف المسئول بالاعتذار عن عدم وجود اي تذكرة للقاهرة
سواء درجة اولي أو ثانية لمدة15 يوما,
وبينما نهم بالخروج عرض علينا احد افراد مافيا السوق السوداء
تذكرة درجة ثانية بـ100 جنيه
في الوقت الذي يصل سعرها الرسم إلي55 جنيها
بشرط ان نتسلمها في مساء نفس اليوم
وبادرنا اخر من افراد شركة الأمن العاملة بالمحطة بعرض اخر
يروج لوجود أوتوبيس سياحي مكيف يقف علي بعد خطوات
يعمل بين القاهرة واسوان بسعر موحد للتذكرة80 جنيها.
وفي داخل صالة الحجز ووسط استياء الأهالي
قال أمين الشريف اعمال حرة..
للاسف مصر لم تتغير حتي الآن حتي بعد الثورة
علي الفساد فمازال الانفلات والتسيب يضرب كل مرفق,
وهاهي ازمة تذاكر السفر السنوية تهل علينا كعادتها
كل صيف وبفعل فاعلين,
فالحجز من المفروض ان يفتح ابوابه قبل15 يوما من السفر,
ولكن لاتوجد تذكرة واحدة إلا في نفس اليوم
ولاندري لماذا في نفس اليوم
فهل بسبب استيلاء مجموعة معينة من الموظفين
واصدقائهم العاملين في المقاهي علي نسبة كبيرة
من حصة اسوان المخصصة,
للمتاجرة بها في السوق السوداء,
ام ان هناك مايسمي بقطار العلاوة,
ويضيف الشريف قائلا العملية مربحة ومريحة في ظل غياب الرقابة,
حيث يصل سعر التذكرة درجة ثانية مكيفة القاهرة
ما بين70 إلي100 جنيه
وحسب حالة الزبون وحاجته الملحة للسفر
بينما سعرها الرسمي55 جنيها,
كما يصل سعر تذكرة الدرجة الأولي ما بين130 إلي150 جنيها
وسعرها الرسمي110 جنيهات,
وقال لقد شكونا كثيرا من الازمات المتكررة والمفتعلة لتذاكر السفر,
وجاءت أكثر من لجنة للتفتيش المفاجئ وضبطت مخالفات
وقامت بنقل عدد من المتسببين
ولكن عادت ريمة لعادتها القديمة
واصبح المواطن الاسواني يذوق ألوان العذاب
من أجل السفر للقاهرة أو الاسكندرية
ويؤكد نحن نشكو ولانتهم احدا ونطالب بلجنة للتفتيش
لتعيد الأمور إلي نصابها الصحيح,
ويتدخل يحيي أبو الوفا مدرس قائلا..
احاول حجز تذكرة للسفر إلي القاهرة منذ اسبوع
وكل مرة اعود كما جئت!
فالواضح ان هناك تلاعبا في التذاكر
وان هناك من يحصل علي كميات كبيرة منها
مبررا حجة الحجز الالكتروني,
ومن هنا يطالب بأن تكون التذكرة اسمية وبرقم البطاقة
علي غرار حجز قطارات النوم السياحي الأكثر احتراما,
حتي لاتباع في السوق السوداء,
ويتساءل عن اختفاء شرطة النقل والمواصلات
من الرقابة علي منافذ الحجز
وهل هو خوفا من الاحتكاك مع المواطنين
كما يطالب رئيس الهيئة بالتدخل وتشديد الرقابة
علي محطة اسوان المغضوب عليها.
ويقول احد العاملين بمحطة اسوان
رافضا ذكر اسمه خوفا من بطش المسئولين به..
اعمل بالسكك الحديدية
ورغم ذلك فشلت في الحصول علي تذكرة
لإحدي قريباتي للسفر للقاهرة
نظرا لارتباطها بالعلاج هناك,
ويضيف هناك قطاران مخصصان للسفر يوميا بسعر موحد
لتذكرة الدرجة الثانية70 جنيها هما1931 و2003 بعدد17 عربة
تضم كل واحدة60 مقعدا ورغم ذلك لاتوجد تذاكر,
هذا بخلاف9 قطارات اخري وقطارين للنوم
تنطلق جميعا من محطة اسوان يوميا,
ونسبة حصة المحافظة فيهما لابأس بها
وتكفي المواطنين اذا كانت هناك شفافية ونزاهة.
ويشير إلي ان التذاكر تباع علنا في خارج المحطة
ولابد من ان تكون هناك وقفة جادة
مع الذين يتاجرون بها علي حساب المواطنين.
وعلي الرغم من ان هناك من رفض الحديث من المسئولين
بحجة المركزية وغيرها من المبررات الواهية,
إلا ان احمد منصور مدير المبيعات بالمنطقة الجنوبية
كسر حاجز الحظر وبرر ازمة التذاكر التي تتكرر كل صيف
بان هناك اسبابا متعددة فجرت هذه المشكلة
التي يعاني منها بالفعل ابناء المحافظة من بينها
ان موسم الصيف تزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك
والانتهاء من الامتحانات
مما دفع الأهالي الراغبين في السفر إلي المصايف
للتكالب علي منافذ الحجز علي مستوي محطات المحافظة
حتي يتمكنوا من العودة قبل ان يهل الشهر الكريم.
وقال إن الركاب في بعض الاحيان يمنعون قيام القطارات المكيفة,
لوجود خلل في تكييف العربات مما يضطرنا للاستعانة بعربات اخري
من قطارات لاحقة وبالتالي يحدث العجز,
واصفا ذلك بانه امر مستجد في ظل الانفلات الأمني
لان المعتاد وحسب قوله هو تشريك العربة
واسترداد الركاب لفرق التكييف وهو الذي لايحدث الآن,
واضاف منصور ان من الاسباب التي تسبب الازمة
ان جميع محطات اسوان ممكينة والحجز يتم من خلال اي محطة
حتي من خلال شبكة الانترنت,
كما ان هناك حصة لرجال القضاء والجامعة
ولايستطيع موظف الحجز ان يرفض طلب مواطن
حتي لو طلب10 تذاكر دفعة واحدة
مما يؤدي لانتشار السوق السوداء,
مشيرا إلي ان كل موظف حجز يقف خلفه مفتش رقابة
وفي حالة حدوث اي مخالفات تتم احالتها فورا إلي النيابة.
وكشف مدير المبيعات عن ان حصة اسوان اليومية
من المقاعد في القطارات المكيفة تصل إلي نحو1400 مقعد,
ورغم ذلك فهي لاتكفي والسبب ازمة الضمير عند البعض.
وأكد منصور ضرورة تكاتف جميع الأجهزة
لمحاربة السوق السوداء الموجودة بالفعل,
والتي وعلي حد قوله لن تنتهي إلا عن طريق تغيير نظام الحجز
بحيث تصبح التذكرة اسمية وبالرقم القومي
حتي لايستطيع احد المتاجرة بها وذلك علي غرار حجز عربات النوم.