في الذكرى للأولى للثورة: الشعب يريد "إعدام" المشير؟
تباينت الشعارات والهتافات التي رددها آلاف المتظاهرين في ميدان
التحرير، بوسط العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، في الذكرى الأولى لثورة
25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق،
حسني مبارك، بعدما أمضى ما يقرب من 30 عاماً في السلطة، في 18 يوماً.وفيما
تركزت معظم الشعارات على المطالبة بـ"القصاص" من قتلة الثوار، وإنهاء
الحكم العسكري، فقد رفع بعض المتظاهرين صورة ضخمة تحمل صور الرئيس السابق،
ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، بالإضافة إلى المشير حسين طنطاوي،
وقد التف حبل المشنقة حول رقابهم، وكتب تحتها عبارة "حكم الشعب."
وربما تعكس هذه الصورة رغبة عدد من متظاهري ميدان التحرير
بتقديم رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد منذ
إعلان تنحي الرئيس "المخلوع" عن السلطة، في 11 فبراير/ شباط الماضي، إلى
المحاكمة هو الآخر، إلى جانب مبارك والعادلي.
كما تشير الصورة إلى حالة "الغضب" التي تنتاب العديد من أهالي
ضحايا الثورة تجاه المشير، الذي أنكر في شهادته أمام محكمة جنايات القاهرة،
التي يمثل أمامها مبارك ونجليه، إضافة إلى العادلي و6 من كبار مساعديه، أن
يكون الرئيس السابق قد أصدر أي أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين.
وأعلن طنطاوي، في كلمة وجهها إلى الشعب المصري عشية الذكرى
الأولى للثورة، مساء الثلاثاء، رفع حالة الطوارئ في البلاد، اعتباراً من
الأربعاء، غير أنه استثنى من ذلك المتهمين بـ"البلطجة"، كما وجه التحية
مجدداً إلى الثورة، وأكد على العودة إلى مهمة الدفاع عن البلاد بعد انتهاء
المرحلة الانتقالية.
من جانبه، جدد المجلس العسكري الأربعاء، تضامنه وشراكته مع ثورة
25 يناير/ كانون الثاني، مؤكداً على "نجاح الثورة في القضاء على الظلم
والقهر والانهيار المتكامل، الذي أصاب مصر خلال العقود الأخيرة"، كما أعلن
أنه سيكشف عن "أسرار وحقائق"، قال إنها "ستجعل الشعب يزداد فخراً بالقوات
المسلحة."
وقال المجلس، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن "عاماً كاملاً مر
على ثورة الشعب في 25 يناير، ولم يحن الوقت بعد لإعلان حقائق كثيرة لشهور
وأيام ما قبل الثورة حتى لا يقال إننا نتجمل.. ولكن سيأتي وقت الحديث ونكون
في وحداتنا نحمى تراب وسماء وبحر مصر."
وتابع في بيان أورده موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء
الشرق الأوسط، قائلاً: "وعندما نتكلم ستظهر كثير من الحقائق التي تجعل هذا
الشعب يزداد فخراً بأبنائه في القوات المسلحة".. مؤكداً على عودة القوات
المسلحة إلى ثكناتها يوم 30 يونيو/ حزيران المقبل، عقب انتخاب رئيس
الجمهورية.
واستبق نشطاء مظاهرات التحرير بقولهم لـCNN بالعربية، إنهم
قرروا الدخول في "اعتصام مفتوح"، لإجبار المجلس العسكري على تسليم السلطة
للمدنيين، كما طرحوا عدة مبادرات بأن يسلم السلطة لرئيس مجلس الشعب، أو
رئيس ينتخبه المجلس التشريعي.